حين خلق الله سبحانه و تعالى الإنسان جعل فيه من النّوازع و الشّهوات ، و زرع فيه حبّ متاع الدّنيا الزّائل ، فالله سبحانه و تعالى يعلم ضعف عباده ، و يعلم ما تعهّد به الشّيطان من غواية بني آدم ، فرتّب سبحانه و تعالى الجوائز للصّابرين الذين يرجون رحمة الله و رضوانه فيعملون الصّالحات و يجتنبون المنكرات ، فالمسلم الموحّد الذي يرغب في نيل رضا ربّه يسعى لذلك بكلّ ما أوتي من قوّةٍ ، و يجعل عمله و أقواله بل حياته و مماته لله ربّ العالمين ، و لا ريب أنّ ذلك يحتاج إلى تثبيت المولى جلّ و علا لقلوب المسلمين على الطّريق المستقيم ، فالقلوب متغيّرةٌ متقلّبةٌ يقلّبها الرّحمن حيث يشاء ، و قد بيّن الله سبحانه أنّه يثبت الذين آمنوا بالقول الثّابت في الحياة الدّنيا و في الآخرة ، فالتّثبيت على الخير و الصّلاح مطلوبٌ بل هو غاية المسلم في هذه الحياة الدّنيا ، و إنّ أي تغييرٍ يسعى إليه المسلم و ينشده هو التّغيير الذي يطرأ على حياته و يؤدّي به إلى الأفضل و يؤدّي به إلى النّجاح و الفلاح في الدّنيا و الآخرة .
فمن وسائل تغيير الإنسان لحياته نحو الأفضل هو اتباع منهجٍ واضحٍ في الحياة ، فالمسلم الفطن الذّكي على بصيرةٍ من أمره دائماً ، فتراه في العبادات يسعى للاستزادة منها بل و تأديتها في صورةٍ أفضل و أكمل ، فكلّما تقرّب العبد إلى ربّه بالنّوافل و الطّاعات كلّما أحبّه الله عز وجل و قرّبه إليه فيشعر حينئذٍ بالدّنيا و قد حيزت إليه و يشعر بالرّحمة و السّكينة و الإطمئنان من لدن الله عز و جل ، و كذلك يحرص المسلم على تأدية صلاته في خشوعٍ و طمأنينةٍ لأنّه بذلك تتوثّق صلته بربّه و يجني مقاصد العبادة و آثارها في النّفس و الجسد و المال .
و إنّ الإنسان المسلم كذلك مأمورٌ بالسّعي في الحياة الدّنيا لتحصيل منافعها و تحقيق مصالحه و تأمين قوت عياله ، و النّجاح في عمل الإنسان مطلوبٌ بل و إنّ إتقان الإنسان لعمله لهو من أسباب نيل محبة الله سبحانه و رضاه ، و الإتقان في العمل يستلزم السّعي نحو التّغيير دائماً لتحقيق الأفضل في الحياة . فتغيير حياة الإنسان من حالٍ إلى أفضل منها مطلوبٌ في ديننا لأنّ الله سبحانه و تعالى سوف يطلع على أعمالنا و أحوالنا ، قال تعالى ( و قل اعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله و المؤمنون ) صدق الله العظيم .
المقالات المتعلقة بكيفية تغيير حياتك